>> مسح أيلول/سبتمبر 2022 في مجلة ليبرال
الحق في كسب لقمة العيش بكرامة هو أهم الحقوق بالنّسبة للجمهور في إسرائيل، وهو كذلك في صفوف العرب واليهود على حدّ سواء. ومع ذلك، تظهر بيانات الاستطلاع أن ما يقارب نصف المستطلعين وافقوا مع المقولة بأنّه “يجب أن يتمتع المواطنون اليهود بحقوق أكثر من المواطنين غير اليهود”.
تم إجراء مسح أيلول/سبتمبر، كجزء من مؤشر حقوق الإنسان، كجزء من تعاون مستمر ما بين معهد زولات للمساواة وحقوق الإنسان ومعهد الحرية والمسؤولية في جامعة رايخمان.
تم جمع البيانات في المسح من قبل شركة iPanel، التي تجري استطلاعات رأي عبر الإنترنت في إسرائيل، في الفترة بين 10-15 آب/أغسطس 2022. في المجموع، أكمل الاستطلاع 1538 مستَطلَعًا تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق. من بين هؤلاء، 1203 يهودي و-335 عربي (الحد الأقصى لخطأ أخذ العينات للعينة بأكملها هو 2.5٪ بمستوى ثقة 95٪). يشكل المستطلعون اليهود عينة تمثيلية للسكان اليهود البالغين في إسرائيل، مقسمة حسب الجنس، الفئات العمرية، المنطقة في البلاد ودرجة التدين. يشكل المستجيبون العرب عينة قريبة من العينة التي تمثل السكان العرب البالغين في إسرائيل مقسمة حسب الجنس، الفئات العمرية، المنطقة في البلاد ودرجة التدين، في حين أن هناك نقص في العينة لدى المستطلعين الرّجال، المستطلعين من الجنوب، ومن تبلغ أعمارهم 40 وما فوق.
تمحور السؤال الرئيسي في الاستطلاع حول ما هي أهم الحقوق للجمهور في إسرائيل. تم عرض تسعة من حقوق الإنسان الأساسية للمشاركين: 1. الحق في المساواة أمام القانون؛ 2. الحق في الزواج بحرية في إسرائيل؛ 3 – الحق في حرية العبادة؛ 4 – الحق في التحرر من الدين؛ 5- الحق في حرية التعبير والتظاهر؛ 6- الحق في كسب العيش بكرامة؛ 7- الحق في المساواة بين المواطنين دون تمييز على أساس العرق، لون البشرة، الجنس، اللغة، الدين أو الموقف السياسي؛ 8. الحق في التحقيق والعقاب بصورة عادلة دون استخدام التعذيب؛ 9. الحق في الخدمات الصحية.
طُلب من المستطلعين توضيح مدى أهمية عمل دولة إسرائيل على حماية هذه الحقوق، على مقياس من 1 (“لا على الإطلاق”) إلى 5 (“إلى حد كبير جدًا”). وتبين أن المستطلعين أعطوا أعلى درجة للحق في كسب لقمة العيش بكرامة. حيث حصل هذا الحق على أعلى درجة لدى جميع المشاركين في الاستطلاع – 4.77، فيما أتى الحق في الخدمات الصحية بعده مباشرة مع درجة 4.73. عمليًا، أجاب ما لا يقل عن 83٪ و 79٪ من المشاركين في الاستطلاع “إلى حد كبير جدًا” من خلال تقييمهم لهذين الحقّين، على التوالي. عدا عن هذه الحقوق، لم تكن هنالك حقوق أخرى قَيَّمَها أكثر من 62٪ من المستطلعين بدرجة “إلى حد كبير جدًا”.
بعد هذين الحقين يأتي الحق في المساواة أمام القانون بدرجة 4.50 (أجاب 62٪ من المستطلعين “إلى حد كبير جدًا”)، يليه الحق في المساواة بين المواطنين دون تمييز على أساس العرق، لون البشرة، الجنس، اللغة، الدين أو الموقف السياسي، بدرجة 4.30 (أجاب 56٪ “إلى حد كبير جدًا”). حصلت باقي الحقوق جميعها على درجات بين 4.01 و-4.17، باستثناء الحق في الزواج بحرية في إسرائيل، مع أدنى تقييم في العينة بأكملها، 3.92.
عند تقسيم النتائج إلى مستطلعين يهود وعرب، أو حسب التّكتلات الأيديولوجية (يمين، وسط، يسار)، تكون النتائج متشابهة إلى حد كبير، مع القليل من التغييرات ذات الاهميّة في ترتيب أهمية الحقوق أو في التقييم لمختلف هذه حقوق. تظهر هذه البيانات أنه في المجمل، على الرغم من الفوارق والصراعات، فإن مواطني إسرائيل، عربًا كانوا أم يهودًا، يهتمون بالحق الأساسي عينه، الذي يمكنهم من خلاله الشراء في محل البقالة أو تلقّي العلاج في غرفة الطوارئ. غلاء المعيشة، النضالات العمالية، حالة النظام الصحي وتأثير فيروس كورونا – جميعها قضايا يتردد صداها في النتائج. حقيقة أن اليهود والعرب منحوا درجة عالية جدًا لقضية المساواة – المساواة المدنية والمساواة أمام القانون – تشير هي كذلك إلى تماثُل الأولويات .
عندما سئل المشاركون “هل يجب أن تضمن الدولة المساواة الاجتماعية والسياسية الكاملة في الحقوق لجميع مواطنيها؟”، أجابت أغلبية من 87٪ بالإيجاب.
لكن لاحقًا في الاستطلاع، تبيّن أنّ هنالك فجوات في مفهوم المساواة بين اليهود والعرب.
طُلب من المشاركين تقييم موافقتهم مع المقولة: “يجب أن يتمتع المواطنون اليهود بحقوق أكثر من المواطنين غير اليهود”. وافق 46٪ من المستطلعين اليهود، النصف تقريباً، مع هذه المقولة، إلا أن 12٪ فقط من المستطلعين العرب وافقوا على أن المواطنين اليهود في إسرائيل يجب أن يتمتعوا بحقوق أكثر من المواطنين غير اليهود.
ظهرت الفروقات كذلك في تقسيم المواقف السياسية للمستطلعين: 59٪ من المستطلعين اليمينيين وافقوا على أن المواطنين اليهود في إسرائيل يجب أن تكون لهم حقوق أكثر من المواطنين غير اليهود. من جهة أخرى، وافقت أقلية فقط من المستطلعين الداعمين للمركز (26٪) واليسار (15٪) على الجملة.
كما تظهر اختلافات كبيرة بشأن حرية التعبير. طُلب من المستطلعين تقييم موافقتهم على العبارة: “على الدولة ضمان حرية التعبير حتى لو كان ذلك ضد الدولة”. وافق 82٪ من العرب على الجملة، بينما وافق 53٪ فقط من الجمهور اليهودي عليها. وهي فجوة تقترب من 30٪.
في موضوع حرية التعبير، تظهر كذلك الفوارق في التقسيم السياسي. وافقت أقلية فقط من مؤيدي اليمين، 40٪ في المجمل، على الجملة. من الجانب الآخر، وافقت غالبية المستطلعين من مؤيدي الوسط (71٪) ومؤيّدي اليسار (82٪) على الجملة.
تلقي هذه البيانات الضوء على تصور الجمهور العريض للحقوق. على السطح، تعتبر حرية التعبير مهمة بنفس القدر بالنّسبة للجميع. لكن في الواقع، إنّ من يدركون أن هذه الحرية بالنسبة لهم في خطر – مواطني إسرائيل العرب – يتشبثون بها أكثر. يجب تعزيز المبادرات التعليمية والتّربويّة حول موضوع حرية التعبير، يجب التّصدّي للتشريعات التي تقيدها واستعادة ثقة الجمهور في التزام المؤسسة بحماية الحق الأساسي في التعبير، الاحتجاج وإسماع الصّوت.